للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن سوء النية يتكاثر كلما تقادم الزمان، وممن تسوء نياتهم من يأتون أفعالا ثلاثة تجعلهم أبغض الناس إلى الله، على ما أورده الإمام محمد بن عبد الوهاب في (باب وجوب الإسلام) (١) فقد أورد ما جاء في الصحيح عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة جاهلية، ومطلب دم امرئ مسلم بغير حق ليهريق دمه (٢)» رواه البخاري، فهل ما يبتدعه بعض أهل زماننا يختلف عن سنن الجاهلية؟!.

إن هؤلاء الناس تجتمع فيهم أسوأ النيات وأخبث الإرادات، وأردأ الصفات، وهي أمور تجعلهم أبغض خلق الله إلى الله سبحانه وتعالى، وأكثرهم بعدا عن جنات رحمته، فقد كفروا به كفرا عظيما، ووثقوا كفرهم بجعل أنفسهم أدنى من الأنعام ضلالا، فهذا ملحد في الحرم، وذلك مبتدع في الإسلام سنة جاهلية، وثالثهم بلغ به التجني حد الرغبة في قتل المسلم دون وجه حق.

وسوء النية غالبا ما يخرج بالإنسان عن الإسلام، ومن هذا القبيل من لم يسلم قلبه لله فهو إنسان سيئ النية، وقد روي «عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الإسلام فقال: " أن تسلم قلبك لله، وأن تولي وجهك إلى الله، وأن تصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة (٣)» رواه أحمد.


(١) كتاب كشف الشبهات السابق، ص ٢٠٧، ٢٠٨.
(٢) صحيح البخاري الديات (٦٨٨٢).
(٣) سنن النسائي الزكاة (٢٤٣٦)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٣).