للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن يكون واجبا عليه ذلك.

ولا شك أن النية تلعب دورا محددا في الاعتكاف، فهو فيما يقرره الإمام محمد بن عبد الوهاب لا يجب إلا لنذر (فإن نوى شخص الاعتكاف مدة لم تلزمه، فإن شرع فيها، فله إتمامها أو الخروج منها متى شاء، وقال مالك: يلزمه بالنية مع الدخول فيه فإن قطعه فعليه قضاؤه) (١).

والنية ضرورية في الحج والعمرة والذبائح الشرعية والجهاد والقرب المالية والنكاح والطلاق والرجعة والخلع والإيلاء والظهار والعدد والجنايات وتولي القضاء ووسائل إثبات الحقوق وغيرها، ولكن لحاجة العمل الملحة فإننا سنكتفي بالتعرض لاحقا بشيء من التفصيل للنية في عقود المعاملات المالية.

وحاصل خصائص النية التي تنبني عليها أحكام العقيدة والعبادات والمعاملات والتي يتعين على مدعي الولاية والتصوف مراعاتها كأهل السنة والجماعة: أن النية محلها القلب فلا يجوز من حيث المبدأ التلفظ بها، ولذا لم ينقل عن الإمام مالك رحمه الله شيء في ضرورة التلفظ بها بل نقل عنه قوله: (تحريم الصلاة التكبير وتحليلها التسليم) (٢)، والأولى عند المالكية ترك التلفظ بالنية عن الصلاة أو غيرها (٣)، وقد سئل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أتقول


(١) انظر التفاصيل في المغني، ج ٣ ص ١٨٤ وما بعدها
(٢) المدونة ج١ ص ٦٥، ٦٦.
(٣) أقرب المسالك ج ١ ص ٣٠٤.