للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخرج وأمراءها، وعلماء الجنوب، وعلماء حائل، والقصيم، والوشم، وسدير، والإحساء، والحرمين الشريفين، وامتد في المكاتبة إلى علماء مصر والشام والعراق والهند واليمن. ولم ينس في غمرة ذلك هموم نجد، وما كان قد حل بها من بلاء الشر، وشر الفساد والشرك والخرافات، وكان صبر الإمام، وتوافر النصير، واتساع دائرة الدعاة، واستخدام العبارات الدقيقة، والكلمات اللائقة، والحكمة الحسنة سببا في انتشار دعوته إلى الله التي قال عنها بثبات العلماء وعلم الثابتين المؤيدين من الله (١): (أقول ولله الحمد والمنة وبه القوة: إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين، ولست- والحمد لله- أدعو إلى مذهب صوفي، أو فقيه، أو متكلم، أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم. . . بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وأدعو إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي أوصى بها أول أمته وآخرهم، وأرجو أفي لا أرد الحق إذا أتاني، بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة حق لأقبلنها على الرأس والعين، ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتنا، حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يقول إلا الحق).

تلك إذا دعوة إلى التوحيد المطلق، وليس فيها شائبة واحدة من الشوائب التي يمكن أن تجيء إلى داعية رأى الباطل يجثم على أنفاس نجد فهدم أصنامه ورموزه الشركية، راغبا في إعادة الناس إلى عقيدة التوحيد بروعتها وبساطتها وجلالها، وقوتها وجمالها.


(١) لم يورد سماحة الشيخ هذا النص الذي أتينا به هنا لتأييد سياق العرض.