للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: (وفي هذا الحديث دليل على ما ذهب إليه العلماء من الاحتجاج بما ليس في مصحف عثمان على جهة التفسير، فكلهم يفعل ذلك ويفسر به مجملا من القرآن ومعنى مستغلقا في مصحف عثمان، وإن لم يقطع عليه بأنه كتاب الله، كما يفعل بالسنن الواردة بنقل الآحاد العدول وإن لم يقطع على منعها، وقد كان ابن مسعود يقرؤها كما كان يقرؤها عمر: " فامضوا إلى ذكر الله "، وكان ابن مسعود يقول: لو قرأتها: فاسعوا إلى ذكر الله لسعيت حتى يسقط ردائي " (١).

الترجيح:

مما سبق عرضه وبيانه يترجح لدي في هذه المسألة مذهب القائلين بأن (القراءة الشاذة) حجة في الأحكام الشرعية، وذلك لسببين:

السبب الأول: قوة دليلهم لأنه يعتمد أساسا على عدالة الناقل لتلك القراءة، والناقل لها صحابي جليل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والصحابة رضي الله تعالى عنهم كلهم حريصون على حفظ الشريعة، وبعيدون عن التقول فيها دون مستند شرعي فما نقلوه لنا من ذلك لا يخرج عن كونه قرآنا أو خبرا، وكلاهما حجة في


(١) الاستذكار (٢/ ٢٩٦).