للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(واعلم أنك إذا تأملت ما أورده الله عز سلطانه في الفواتح من هذه الأسماء وجدتها نصف أسامي حروف المعجم أربعة عشر سواء، وهي الألف واللام والميم والصاد والراء والكاف والهاء والياء والعين والطاء والسين والحاء والقاف والنون في تسع وعشرين سورة على عدد حروف المعجم، ثم إذا نظرت في هذه الأربعة عشر وجدتها مشتملة على أنصاف أجناس الحروف، بيان ذلك أن فيها من المهموسة نصفها (١) ومن المجهورة نصفها. . ومن الشديدة نصفها. . ومن الرخوة نصفها. . ومن المطبقة نصفها. . ومن المنفتحة نصفها ومن المستعلية نصفها. . ومن المنخفضة نصفها. . ومن حروف القلقلة نصفها. . ثم إذا استقرأت الكلم وتراكيبها رأيت الحروف التي ألغى الله ذكرها من هذه الأجناس المعدودة مكثورة بالمذكورة منها، فسبحان الذي دقت في كل شيء حكمته) (٢). وقد بين الباقلاني وجه الإعجاز في هذا التقسيم فقال:

(وإذا كان القوم الذين قسموا في الحروف هذه الأقسام لأغراض لهم في ترتيب العربية وتنزيلها بعد الزمان الطويل من عهد النبي صلى الله عليه وسلم رأوا مباني اللسان على هذه الجهة، وقد نبه بما ذكر في أوائل السور على ما لم يذكر على حد التنصيف الذي وصفنا دل على أن وقوعها الموقع الذي يقع التواضع عليه بعد العهد الطويل لا يجوز أن يقع إلا من الله عز وجل لأن ذلك يجري مجرى علم الغيوب). إلى أن قال (. . . وكل ذلك يوجب إثبات الحكمة في ذكر هذه الحروف على حد يتعلق به الإعجاز من وجه) (٣).


(١) حذفت تعداد الحروف اكتفاء بالجدول التالي.
(٢) الكشاف: الزمخشري، ج١ ص ١٧.
(٣) إعجاز القرآن: الباقلاني، ص ٦٩، ٧٠.