للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم، ثم قال: ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه (١)».

فلما كان الحج من الأهمية بتلك المكانة، ومن الصعوبة والمشقة ما يعجز عن تكراره كثير من المسلمين أحببت أن أقف على شئ من أفعاله بدراسة هادئة متأنية، أنظر في أقوال أصحاب المذاهب المختلفة وما استدل به كل فريق، وأوازن بين ذلك، جاعلا نصب عيني الميل مع الدليل، دون تعصب لمذهب، أو انتصار لقائل. ورأيت أن أهم أعمال الحج والعمرة الطواف ببيت الله العتيق، فهو الركن الوحيد المجمع عليه فيهما، فآثرت البدأ به. ثم اطلعت على بحث كتبه الدكتور شرف بن علي الشريف الأستاذ المساعد بجامعة أم القرى بعنوان: من أحكام الطواف، السنن (٢).

فازداد إقبالي على الكتابة في الموضوع، وإن كتابة


(١) أخرجه مسلم في الحج، باب فرض الحج مرة في العمر ٩/ ١٠٠
(٢) نشرته مجلة البحوث الفقهية المعاصرة العدد الحادي والعشرين السنة السادسة ١٤١٤ هـ.