للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فانتصار المسلمين قد يرد بعض المشركين إلى الإيمان، ويفتح بصيرتهم على الهدى، حين يرون المسلمين ينصرون، ويحسون أن قوة غير قوة البشر تؤيدهم، ويرون آثار الإيمان في مواقفهم، وهذا ما كان فعلا، وعندئذ يناله المسلمون المجاهدون أجر جهادهم، وأجر هداية الضالين، وينال الإسلام قوة جديدة تضاف إلى قوته بهؤلاء المهتدين التائبين (١).

الثاني: بمعنى الرجوع، والإنابة، وهذا مقيد بـ (إلى) قال الله تعالى: {وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (٢). وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} (٣).

قال ابن عباس: تبت إليك: رجعت عن الأمر الذي كنت عليه، وذلك شأن الرجل المؤمن صاحب الفطرة السليمة المستقيمة مع ربه، والذي عاد ورجع إليه تائبا مستغفرا، وأما شأن ربه معه فقد ذكره القرآن الكريم بقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} (٤).

وفي الآية الأخرى: تذكر التوبة النصوحة، وهي التوبة عن


(١) راجع في ظلال القرآن لسيد قطب، ٤/ ١٥٧
(٢) سورة الأحقاف الآية ١٥
(٣) سورة التحريم الآية ٨
(٤) سورة الأحقاف الآية ١٦