للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الاصطلاح، وجلينا حقيقتها بما يسره الله لنا من آيات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ونرى قبل البدء في طرح التوبة واقترانها بالإيمان، أن نضع أمام القارئ نبذة مختصرة عن الإيمان من خلال آيات القرآن الكريم، جاء الإيمان بمعنى التوحيد في قوله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (١). قال القرطبي: أي: بما أنزل على محمد، وقال أبو الهيثم: ومن يكفر بالإيمان أي: يجحده، وروي عن ابن عباس ومجاهد أن المعنى: ومن يكفر بالله، قال الحسن بن الفضل: إن صحت هذه الرواية فمعناها برب الإيمان (٢).

وجاء الإيمان بمعنى التصديق في السر والإعلان، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} (٣) أي الذين صدقوا بما جاءت به الرسل، وما نزل به الوحي، وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، من أكرم الخلق على الله؟ قال: «يا عائشة أما تقرئين: (٥)»

وجاء الإيمان بمعنى الصلاة، قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} (٦).


(١) سورة المائدة الآية ٥
(٢) راجع تفسير القرطبي، ٦/ ٧٩
(٣) سورة البينة الآية ٧
(٤) راجع فتح القدير، ٥/ ٤٧٧
(٥) سورة البينة الآية ٧ (٤) {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}
(٦) سورة البقرة الآية ١٤٣