للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لها، وما زال العلم يكشف عنها يوما بعد يوم، مما يجعل العقول تصاب بالدهشة والانبهار.

والإسلام يعمل دائما على توجيه هذه الطاقات توجيها حسنا في طريق العمل والإنتاج، على أساس من شرائعه ومبادئه، والعمل في منهج الإسلام، هو العمل المقبول عند الله تعالى، لأنه يسير حسب شرائعه ووحيه، قال الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} (١)، وقال أيضا: {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (٢).

يجزيهم الله أحسن ما عملوا؛ لأنهم لا يغفلون عن أداء حق الله في الصلاة، وأداء حق العباد في الزكاة {يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} (٣).

تتقلب فلا تثبت على شيء من الهول والكرب والاضطراب، وهم يخافون ذلك اليوم؛ فلا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، وهم مع هذا الخوف يعلقون رجاءهم بثواب الله {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} (٤) والعمل في منهج الإسلام دعامة الحياة، ووسيلة لتحقيق دور الخلافة في الأرض، قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (٥)


(١) سورة الأحقاف الآية ١٦
(٢) سورة النور الآية ٣٨
(٣) سورة النور الآية ٣٧
(٤) سورة النور الآية ٣٨
(٥) سورة التوبة الآية ١٠٥