للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتبدو في هذه الأحكام عناية المنهج الإسلامي بتطهير المجتمع الإسلامي من الفاحشة، ولقد جاءت هذه العناية مبكرة.

فالإسلام لم ينتظر حتى تكون له دولة في المدينة، وسلطة تقوم على شريعة الله، وتتولاها بالتنفيذ؟ فقد ورد النهي عن الزنا في سورة الإسراء المكية قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} (١).

كما ورد في سورة المؤمنون: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} (٢) {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (٣) {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} (٤) {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} (٥) {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} (٦) {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} (٧).

وكرر هذا القول في سورة المعارج. ويتابع صاحب الظلال حديثه قائلا: " ولكن الإسلام لم تكن له في مكة دولة، ولم تكن له فيها سلطة، فلم يسن العقوبات لهذه الجريمة التي


(١) سورة الإسراء الآية ٣٢
(٢) سورة المؤمنون الآية ١
(٣) سورة المؤمنون الآية ٢
(٤) سورة المؤمنون الآية ٣
(٥) سورة المؤمنون الآية ٤
(٦) سورة المؤمنون الآية ٥
(٧) سورة المؤمنون الآية ٦