للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثالثة: حرص الإسلام على سلامة مجتمعه من الفحش والتفاحش حتى وقبل أن تكون له دولة تقيم الحدود، وترد الباغين عن تلويث المجتمع كانت له توجيهاته السليمة في التنفير من الزنا وأساليب المنكر، واستمر الوضع على ذلك حتى أقيمت دولته، عندها شرعت الحدود وقننت العقوبات؛ لأن الله يزع بالسلطان ما لم يزع بالقرآن.

ثالثا: قال الله تعالى: {إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} (١).

قال الله سبحانه وتعالى ذلك بعد قوله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} (٢). وسنحاول بمشيئة الله أن تكون لنا سياحة مع المفسرين، وأقوال المفكرين الإسلاميين لنتعرف على تفسيرهم لهذه الآية.

قال ابن الجوزي في تفسيره: " قال مقاتل: سبب نزولها أن قوما قالوا عند ذكر مستقر المنافقين، فقد كان فلان وفلان منافقين، فتابا، فكيف يفعل بهم؟ فنزلت هذه الآية، وعلى هذا يكون المعنى: إلا الذين تابوا من النفاق وأصلحوا أعمالهم بعد التوبة " (٣).


(١) سورة النساء الآية ١٤٦
(٢) سورة النساء الآية ١٤٥
(٣) زاد المسير لابن الجوزي، ٢/ ٢٣٤.