للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمع عثمان بن عفان خطيبا على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «هذا شهر زكاتكم فمن كان منكم عليه دين فليقض دينه حتى تخلص أموالكم فتؤدوا منها الزكاة (١)».

قال البيهقي: ورواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان عن شعيب، وينكر على البيهقي هذا القول؛ لأن البخاري لم يذكره في صحيحه هكذا، وإنما ذكر عن السائب بن يزيد أنه سمع عثمان بن عفان على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزد على هذا، ذكره في كتاب الاعتصام في ذكر المنبر. وكذا ذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين عن البخاري كما ذكرته. ومقصود البخاري به إثبات المنبر وكأن البيهقي أراد أن البخاري روى أصله لا كله والله أعلم.

وأما حديث المغيرة فرواه البيهقي في السنن الكبير بإسناد فيه ضعف يسير، وسمى في روايته مولى المغيرة فقال: هو هنيد - يعني بضم الهاء - وهو هنيد الثقفي مولى المغيرة، وأما الحديث الآخر: «فمن سئلها على حقها (٢)» فهو صحيح في صحيح البخاري، لكن المصنف غيره هنا. وفي أول باب صدقة الإبل: وقد سبق بيانه هناك وقد جاءت أحاديث وآثار في هذا المعنى، منها عن جرير بن عبد الله قال: " جاء أناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن أناسا من المصدقين يأتونا فيظلموننا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرضوا مصدقيكم (٣)» رواه مسلم في صحيحه.

وعن أنس رضي الله عنه: «أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم:


(١) موطأ مالك الزكاة (٥٩١).
(٢) صحيح البخاري الزكاة (١٤٤٨)، سنن النسائي كتاب الزكاة (٢٤٤٧)، سنن أبو داود كتاب الزكاة (١٥٦٧)، سنن ابن ماجه الزكاة (١٨٠٠)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ١٢).
(٣) صحيح مسلم الزكاة (٩٨٩)، سنن الترمذي الزكاة (٦٤٧)، سنن النسائي كتاب الزكاة (٢٤٦٠)، سنن أبو داود كتاب الزكاة (١٥٨٩)، سنن الدارمي الزكاة (١٦٧٠).