للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٦ - الرعي: وهو مصدر رعى الكلأ، والراعي يرعى الماشية، أي: يحوطها ويحفظها، ويجتهد في أن تأكل ما ينفعها. . . (١)

وهو يشمل الإبل والبقر والغنم والخيل وغير ذلك؛ قال تعالى: {كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى} (٢)

وأخرج البخاري وابن ماجه من حديث أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: وأنا، كنت أرعاها لأهل مكة بالقراريط (٣)».

وأخرج ابن ماجه وأبو يعلى من حديث عروة البارقي مرفوعا: «الإبل عز لأهلها، والغنم بركة، والخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة (٤)».

وعلى هذا فالرعي للماشية مصدر من مصادر الرزق بمفهومه الواسع؛ فهو من أعظم أسباب وطرق الكسب المادي، حيث قد بارك الله في هذه الماشية وخاصة الغنم.

والرعي أيضا من أسباب وطرق كسب أرزاق أخرى مثل: اليقظة، والحرص الممدوح، وحسن السياسة، والأمانة، وغير ذلك؛ ولذلك رعى الغنم- خاصة- الأنبياء كلهم؛ لتكون مرحلة


(١) لسان العرب ١٤/ ٣٢٥، ٣٢٦
(٢) سورة طه الآية ٥٤
(٣) انظر فتح الباري ٤/ ٤٤١ رقم ٢٢٦٢.
(٤) سنن ابن ماجه رقم ٦٣٠٥، مسند أبي يعلى ٤/ ١٦١٤، وذكره الألباني في الصحيحة ٤/ ٣٦٢ رقم ١٧٦٣ ثم قال: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين كما في الزوائد (١٦٢/ ١).