للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدليل الأول:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى؟ ثلاثا أم أربعا؟ فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم، فإن كان صلى خمسا شفعن له صلاته، وإن كان صلى إتماما لأربع كانتا ترغيما للشيطان (١)».

الدليل الثاني:

عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سها أحدكم في صلاته فلم يدر واحدة صلى أو اثنتين فليبن على واحدة، فإن لم


(١) قوله: " كانتا ترغيما للشيطان " أي: إغاظة له وإذلالا. مأخوذ من الرغام وهو التراب، ومن أرغم الله أنفه. والمعنى: " أن الشيطان لبس عليه صلاته وتعرض لإفسادها ونقصها، فجعل الله تعالى للمصلي طريقا إلى جبر صلاته وتدارك ما لبس عليه وإرغام الشيطان ورده خاسئا مبعدا عن مراده " اهـ. من صحيح مسلم بشرح النووي ٥/ ٦٠. والحديث أخرجه أحمد في المسند ٣/ ٧٢، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب السهو في الصلاة والسجود له برقم ٥٧١، ١/ ٤٠٠، ومالك في الموطأ مرسلا عن عطاء بن يسار في كتاب الصلاة، باب: إتمام المصلي ما ذكر إذا شك في صلاته ١/ ٩٥. قال ابن عبد البر في التمهيد ٥/ ١٨: " هكذا روى هذا الحديث عن مالك جميع رواة الموطأ عنه، ولا أعلم أحدا أسنده عن مالك إلا الوليد بن مسلم، فإنه وصله وأسنده عن مالك، وتابعه على ذلك يحيى بن راشد إن صح عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم " اهـ.