للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهادته قبل إقامة الحد عليه (١).

فحالة القاذف قبل الحد مترددة بين الكذب السالب للعدالة، وبن الصدق المصحح لها، فلا، يسقط يقين حاله. بمحتمل مقاله (٢).

فلهذا تقبل شهادته حتى يقام عليه الحد؛ لأنه إذا أقيم عليه الحد تبين كذبه؛ لعجزه عن إثبات ما قال.

ونوقش: بأن القاذف يفسق وتسقط عدالته بالقذف؛ لأن القذف من الكبائر، فلا تقبل شهادته حتى تصح براءته بإقرار المقذوف بما قذف به، أو بقيام البينة (٣).

أدلة القول الثاني:

أولا: أدلة القول الثاني على رد شهادة القاذف قبل الحد والتوبة:

١ - قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (٤).


(١) الاستذكار لابن عبد البر (٢٢/ ٤٤، ٤٥).
(٢) أحكام القرآن لابن العربي (٣/ ١٣٤٠).
(٣) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٢/ ١٨٢).
(٤) سورة النور الآية ٤