للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اهتمام الصحابة والتابعين بالتفسير]

اهتم الصحابة رضوان الله عليهم بحفظ القرآن، وتدبر معانيه وفهم مراد الله، والعمل بما جاء فيه، فكان من اهتمامهم بالقرآن أنهم إذا حفظوا مجموعة من الآيات لا يتجاوزونها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قال أبو عبد الرحمن السلمي: (حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وابن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا حفظوا من الرسول صلى الله عليه وسلم عشر آيات لا يتجاوزونها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قال فحفظنا القرآن والعلم والعمل جميعا).

وروي عن ابن عمر أنه أقام على حفظ سورة البقرة ثماني سنين، وهذا دليل على تدبره لها وفهمه لمعانيها وتطبيق ذلك.

وروي عن أنس بن مالك أنه قال: (كان الرجل منا إذا حفظ البقرة وآل عمران جل في أعيننا) أي عظم قدره (١).

وكذلك كان التابعون يحرصون على حفظ القرآن وتدبر معانيه، فهذا مجاهد يقول: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث مرات أوقفه عند كل آية وأسأله عنها.

* وقال الشعبي: رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها (٢).

فتفسير القرآن من أشرف العلوم وأفضلها، لأن العلم يشرف بشرف المعلوم، وعلم التفسير يتعلق بكلام الله


(١) راجع تفسير ابن كثير (١/ ٣).
(٢) راجع تفسير الثعالبي (١/ ١١).