للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عما يستحقه شرعا. فالمرجع في ذلك إلى الكتاب والسنة وما عليه القرون المشهود لها بالخير، فنحاكم كل من يطالبنا بهذا إلى ذلك، فإن جاء بدليل صحيح صريح وإلا فنحن متمسكون بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن كل بدعة ضلالة (١)»، وبما روى أبو داود في سننه عن حذيفة رضي الله عنه، قال: كل عبادة لا يتعبدها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها؛ فإن الأول لم يترك للآخر مقالا. ولا نصون أعراضنا في الدنيا بالتقرب إلى الله تعالى بما لم يشرعه.

الثالث: أن أكثر ما يقصد من تلك الاحتفالات التي تقام للرؤساء إحياء الذكرى، والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال الله في حقه: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} (٢) فذكره مرفوع في الأذان والإقامة والخطب والصلوات وفي التشهد والصلاة عليه، وفي قراءة الحديث وإتباع ما جاء به، فهو أجل من أن تكون ذكراه سنوية فقط. ولكن الأمر كما قال السيد رشيد رضا في كتابه " ذكرى المولد النبوي " قال: إن من طباع البشر أن يبالغوا في مظاهر تعظيم أئمة الدين أو الدنيا في طور ضعفهم - أي البشر - في أمر الدين أو الدنيا؛ لأن هذا التعظيم لا مشقة فيه على النفس، فيجعلونه بدلا مما يجب عليهم


(١) صحيح مسلم الجمعة (٨٦٧)، سنن النسائي صلاة العيدين (١٥٧٨)، مسند أحمد (٣/ ٣٧١)، سنن الدارمي المقدمة (٢٠٦).
(٢) سورة الشرح الآية ٤