للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأحاديث النبوية في هذا المعنى]

١ - عن النواس بن سمعان قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما (١)» رواه مسلم.

الظلة والغمامة: ما أظل الإنسان فوق رأسه كالسحاب ونحوه، والفرقان تثنية فرق بالكسر، وهو السرب من الطير، والشرق الضوء والنور، وتحاجان عن صاحبهما: أي تشفعان له، والشاهد في قوله وأهله الذين كانوا يعملون به في أن أهل القرآن حقا هم الذين يقرءونه ويعملون به، أما الذين يقرءونه ولا يعملون به فليسوا بأهله، ولا ينالون هذا الفصل.

عن الحارث الأعور قال: مررت بالمسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث فدخلت على علي فأخبرته فقال: أو قد فعلوها؟ قلت نعم، قال أما إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ألا إنها ستكون فتنة، قلت: ما المخرج يا رسول الله؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أذله الله وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع به العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا من قال به صدق ومن عمل به أجر، ومن حكم به


(١) صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٨٠٥)، سنن الترمذي فضائل القرآن (٢٨٨٣)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ١٨٣).
(٢) سنن الترمذي فضائل القرآن (٢٩٠٦)، سنن الدارمي فضائل القرآن (٣٣٣١).
(٣) سورة الجن الآية ١ (٢) {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}