للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعد هذا نرجع إلى موضوع المقال (الحدود في الإسلام) ونعني بذلك العقوبات المقدرة بقدر الحجم الذي ارتكبه الجاني المتسلط على العباد؛ بإدخال الرعب في قلوبهم والاضطراب في شئونهم، وإن نعمة الأمن من الخوف من أجل النعم التي من الله بها على العباد، كما قال تعالى {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} (١) {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} (٢) وقال تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} (٣) وضمان استمرار هذا الأمن في المجتمع إقامة الحدود وأخذ الجاني بجريرة عمله، عندئذ يستتب الأمن وتزول المخاوف.

ولم يترك الإسلام تقدير العقوبات للناس حسب أمزجتهم، كما أنه لم يجعلها خاصة بأناس تقام عليهم دون آخرين، لأن مقتضى عدل الإسلام تقدير العقوبة بنسبة


(١) سورة قريش الآية ٣
(٢) سورة قريش الآية ٤
(٣) سورة العنكبوت الآية ٦٧