للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تذكروا أيها المسلمون، يوم ينادي مناد «يا أهل الجنة، إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا (١)»

تذكر هذا النداء العظيم، تذكر يوم يقال: «يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت (٢)»

تذكر أيها المسلم مفارقتك لهذه الدنيا ساعة نزول ملك الموت بك لقبض روحك، واقتراب أهلك حولك، أهلك وذووك لا يستطيعون أن يدفعوا عنك سوءا ولا يؤخرونك يوما، {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (٣).

تذكر أن المؤمن في تلك اللحظات يعيش في سعادة وأمان يبشره ملائكة الرحمن {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (٤) {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} (٥). يمثل له مقعده في الجنة فيراه قبل أن يفارق فراشه، فيحب لقاء الله فيحب الله لقاءه، وأما الكافر فإنه يمثل له مقعده من النار فيكره لقاء الله فيكره الله لقاءه.


(١) أخرجه مسلم في صحيحه ٤/ ٢١٨٢، ح٢٨٣٧.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه ٤/ ١٧٦٠، ح٤٤٥٣، ومسلم في صحيحه ٤/ ٢١٨٨، ح٢٨٤٩.
(٣) سورة ق الآية ١٦
(٤) سورة فصلت الآية ٣٠
(٥) سورة فصلت الآية ٣١