للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا في الأمانة الفردية التي يجب أن يستشعرها كل مسلم، أما أمانة الدعوة الجماعية لأمة الإسلام في منطقة الخليج، للوقوف أمام هذا الهجوم النصراني الموجه، فيمكن معالجته من الوجوه التالية:

أولا: الحذر من الأيدي العاملة الموجهة، سواء على مستوى البيوت والأفراد من سائقين وخادمات، أو على المستويات الأكبر حجما والأكثر عددا في الشركات والمؤسسات والدوائر الحكومية، وهذا الحذر يراعى من أمور:

أ - الإقلال بقدر المستطاع منهم، وقصر ذلك على الحاجة الضرورية.

ب - وإذا كانت الحاجة تدعو، فإعانة المسلمين في العالم بإتاحة الفرصة لهم دون غيرهم أولى وأحق لأن في تشغيل المسلم والمسلمة أجرا عظيما من ناحية توجيه المصلحة المالية لهو لرفع مستواهم ومستوى أسرهم، ومن جهة أخرى لكي يتفقهوا في دينهم، ويعرفوا أمور عباداتهم، واللغة العربية، حيث لم يهيأ لهم ذلك في بلادهم.

يقول صلى الله عليه وسلم في وصيته لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: «لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم (١)».

ثانيا: مما لا شك فيه أن النصرانية تعيش في بلبلة فكرية، وقلق وجداني، فرجال الكنيسة أنفسهم لا يجدون إجابات عن أسئلة توجه إليهم فيما يتعلق بتعدد الآلهة: الأب والابن وروح القدس، ذلك الافتراء الذي فضحه القرآن، يقول الله جل وعلا: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} (٢) {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٣).


(١) صحيح البخاري المغازي (٤٢١٠)، صحيح مسلم فضائل الصحابة (٢٤٠٦)، سنن أبو داود العلم (٣٦٦١)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٣٣٣).
(٢) سورة المائدة الآية ٧٢
(٣) سورة المائدة الآية ٧٣