للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وطأته على المريض ولا يمكن لغير الأطباء أن يحلوا محل الأطباء في مراجعة كتب الطب لمعالجة أنفسهم أو غيرهم، فمن باب أولى ألا يطب الناس في عباداتهم ومعاملاتهم ومناكحاتهم وكافة أحوالهم الشرعية إلا أهل الفتوى، يقول ابن تيمية (ت: ٧٢٨هـ): " والشرع طب القلوب، والأنبياء أطباء القلوب والأديان " (١) فكما أن الإنسان إذا ترك من غير علاج فإن المرض يؤذيه أو يهلكه فكذا إذا ترك من غير إفتاء ولا توجيه في شؤون عباداته ومعاملاته وأنكحته وغيرها فإنه يضل ويهلك، فكان لا بد للمجتمع من الفتوى وأهلها لإقامة دين الله في المجتمع الإسلامي حماية للعقيدة وإيضاحا للشريعة، وقد أمر الله - عز وجل - بتفقه طائفة من الأمة لينذروا قومهم وليفقهوهم في دينهم، يقول الله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} (٢) يقول ابن القيم (ت: ٧٥١هـ): " حاجة الناس إلى الشريعة ضرورية فوق حاجتهم إلى كل شيء، ولا نسبة لحاجتهم إلى علم الطب إليها، ألا ترى أن أكثر العالم يعيشون بغير طبيب " (٣)


(١) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ٣٤/ ٢١٠.
(٢) سورة التوبة الآية ١٢٢
(٣) مفتاح دار السعادة ٢/ ٢.