للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نعمة منه فضل وكل نقمة منه عدل، كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه وبيده الأخرى القسط يخفض ويرفع» (١).

فأخبر أن يده اليمنى فيها الإحسان إلى الخلق ويده الأخرى فيها العدل والميزان الذي به يخفض ويرفع فخفضه ورفعه من عدله وإحسانه إلى خلقه من فضله" (٢)

ثم قال أيضًا:" والله تعالى لا يظلم أحدا مثقال ذرة بل هو الحكم العدل القائم بالقسط كما قال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (٣)

ثم قال ابن تيمية: الظلم وضع الأشياء في غير مواضعها ... وحينئذ فليس في الوجود ظلم من الله سبحانه بل قد وضع كل شيء موضعه مع قدرته على أن يفعل خلاف ذلك فهو سبحانه يفعل باختياره ومشيئته ويستحق الحمد والثناء على أن يعدل ولا يظلم ... وأهل السنة أثبتوا ما أثبته لنفسه له الملك وله الحمد فهو على كل شيء قدير وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وهو خالق كل شيء وهو عادل في كل ما خلقه واضع للأشياء في مواضعها وهو قادر


(١) صحيح البخاري تفسير القرآن (٤٦٨٤)، صحيح مسلم الزكاة (٩٩٣)، سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٠٤٥)، سنن ابن ماجه المقدمة (١٩٧)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣١٣).
(٢) كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في العقيدة ج ٨ ص ٩٥. ') ">
(٣) كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في العقيدة ج ٨ ص ٥٠٥ ') ">