للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤ - قائد سرية دومة الجندل:.

كانت في شهر شعبان من سنة ست الهجرية، فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف، فأقعده بين يديه وعمه بيده، وقال: «اغز باسم الله وفي سبيل الله، فقاتل من كفر بالله، لا تغل، ولا تغدر، ولا تقتل وليدا (١)»).

وبعثه إلى بني كلب بدومة الجندل، فمكث ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام، فأسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي، وكان رأسهم، وأسلم معه ناس كثير من قومه، وأقام من أقام على إعطاء الجزية، وكان الأصبغ نصرانيا.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال لعبد الرحمن: «إن استجابوا لك، فتزوج ابنة ملكهم»). فتزوج عبد الرحمن تماضر بنت الأصبغ، وقدم بها إلى المدينة، وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (٢).

ولا نعلم شيئا عن عدد أفراد هذه السرية، وهي على كل حال من سرايا الدعوة، أدى فيها عبد الرحمن واجبه أداء كاملا.


(١) صحيح مسلم الجهاد والسير (١٧٣١)، سنن الترمذي السير (١٦١٧)، سنن أبو داود الجهاد (٢٦١٣)، سنن ابن ماجه الجهاد (٢٨٥٨)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٣٥٨)، سنن الدارمي السير (٢٤٣٩).
(٢) طبقات ابن سعد (٢/ ٨٩)، وسيرة ابن هشام (٤/ ٣٠٧ - ٣٠٩)، ومغازي الواقدي (٢/ ٥٦٠ - ٥٦٢).