للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"جميعا" يفيد كل منهما العموم ليَقْوى الرجاء (١) ((ولا يقنطن عبد من رحمة الله، وإن عظمت ذنوبه وكثرت، فإن باب الرحمة والتوبة واسع)) (٢) قُلْ {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ويقول تعالى في الحديث القدسي: «يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي» (٣) أي: ما دمت تدعوني وترجوني ولا تقنط من رحمتي، أغفر لك على ما كان فيك من المعاصي وإن تكررت وكثرت (٤) وقد امتدح الله المتقين، وذكر بعض صفاتهم، ومنها أنهم إذا أخطؤوا استغفروا، فقال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ} و ((مدح الفعل- وهو ذكر الله والاستغفار- دليلٌ على قصد الشارع إلى إيقاعه)) (٥) وذلك


(١) ينظر: فيض القدير، للمناوي ٤/ ٤٧٦. ') ">
(٢) تفسير ابن كثير ٤/ ٧٥. ') ">
(٣) أخرجه الترمذي في سننه، الدعوات، باب في فضل التوبة وااستغفار وما ذكر من رحمة الله لعباده ٥/ ٥٤٨ رقم ٣٥٤٠، وصححه الألباني.
(٤) ينظر: تحفة الأحوذي، للمباركفوري ٩/ ٣٦٨، فيض القدير، للمناوي ٤/ ٤٩٦. ') ">
(٥) الموافقات، للشاطبي ٢/ ٢٤. ') ">