للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمرو بن واقد، عن ابن حلبس: قيل لأبي الدرداء - وكان لا يفتر من الذكر-: كم تسبح في كل يوم؟ قال: مائة ألف، إلا أن تخطئ الأصابع.

الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، قال: بينا أبو الدرداء يوقد تحت قدر له، إذ سمعت في القدر صوتا ينشج، كهيئة صوت الصبي، ثم انكفأت القدر، ثم رجعت إلى مكانها، لم ينصب منها شيء. فجعل أبو الدرداء ينادي: يا سلمان، انظر إلى ما لم تنظر إلى مثله أنت ولا أبوك! فقال له سلمان: أما إنك لو سكت، لسمعت من آيات ربك الكبرى.

الأوزاعي، عن بلال بن سعد، أن أبا الدرداء قال: أعوذ بالله من تفرقة القلب. قيل: وما تفرقة القلب؟ قال: أن يجعل لي في كل واد مال.

روي عن أبي الدرداء، قال: لولا ثلاث ما أحببت البقاء: ساعة ظمأ الهواجر، والسجود في الليل، ومجالسة أقوام ينتقون جيد الكلام كما ينتقى أطايب الثمر.

الأعمش، عن غيلان، عن يعلى بن الوليد، قال: لقيت أبا الدرداء، فقلت: ما تحب لمن تحب؟ قال: الموت. قلت: فإن لم يمت؟ قال: يقل ماله وولده.

قال معاوية بن قرة: قال أبو الدرداء: ثلاثة أحبهن، ويكرههن الناس: الفقر، والمرض، والموت. أحب الفقر تواضعا لربي، والموت اشتياقا لربي، والمرض تكفيرا لخطيئتي.

الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه: أن أبا الدرداء أوجعت عينه حتى ذهبت، فقيل له: لو دعوت الله؟ فقال: ما فرغت بعد من دعائه لذنوبي ; فكيف أدعو لعيني؟.

حريز بن عثمان: حدثنا راشد بن سعد، قال: جاء رجل إلى أبي الدرداء فقال: أوصني. قال: اذكر الله في السراء يذكرك في الضراء ; وإذا ذكرت الموتى، فاجعل نفسك كأحدهم، وإذا أشرفت نفسك على شيء من الدنيا، فانظر إلى ما يصير.