للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[استحالة ترجمة القرآن]

وبالرغم من تسليمي المطلق بأهمية ترجمة القرآن إلى مختلف اللغات، فإنني أتساءل - بموضوعية - عن مدى إمكان ذلك، لا من حيث الإمكان الفعلي، ولكن من حيث إمكان ترجمة القرآن، بكل ما تشتمل عليه كلمة ترجمة من التعبير الشامل عن المعنى المراد. .

إن كلمة "ترجمة" تفيد الإتيان بالكلمة البديلة المعبرة عن الكلمة الأصلية، ويصح هذا في مجال المفردات اللغوية التي تتشابه معانيها، كما يصح في مجال الجمل التي يراد بها التعبير عن المعاني ذات الدلالة البسيطة، ومع هذا. . فكثيرا ما تكون دلالات تلك المفردات مختلفة، وبخاصة في مجال التعبير عن بعض المقاصد التي لا يدركها إلا أصحاب الذوق اللغوي الرفيع، وقد يختلف هؤلاء في مدى إدراكهم لمقاصد المتكلم ولغاياته.

ويمتاز القرآن الكريم بخاصة الإعجاز البياني، الذي تحدى الله تعالى به العرب فقال: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (١) {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} (٢).


(١) سورة البقرة الآية ٢٣
(٢) سورة البقرة الآية ٢٤