للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عون: عن عمير بن إسحاق، عن سعد بن أبي وقاص، قال: كان حمزة يقاتل يوم أحد بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسيفين ويقول: أنا أسد الله. رواه يونس بن بكير، عن ابن عون، عن عمير، مرسلا، وزاد: فعثر فصرع مستلقيا، وانكشفت الدرع عن بطنه، فزرقه العبد الحبشي، فبقره.

عبد العزيز بن الماجشون: عن عبد الله بن الفضل، عن سليمان بن يسار، عن جعفر بن عمرو الضمري، قال: خرجت مع ابن الخيار إلى الشام، فسألنا عن وحشي، فقيل: هو ذاك في ظل قصره كأنه حميت. فجئنا، فسلمنا ووقفنا يسيرا. وكان ابن الخيار معتجرا بعمامته ما يرى وحشي إلا عينيه ورجليه، فقال: يا وحشي، تعرفني؟ قال: لا والله، إلا أني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها أم قتال بنت أبي العيص، فولدت غلاما بمكة، فاسترضعته، فحملته مع أمه، فناولتها إياه، لكأني أنظر إلى قدميك. قال: فكشف عبيد الله عن وجهه، ثم قال: ألا تخبرنا عن قتل حمزة. قال: نعم، إنه قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر، فقال لي مولاي جبير: إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر. فلما خرج الناس عن عينين - وعينون، جبل تحت أحد، بينه وبين أحد واد - قال سباع: هل من مبارز؟ فقال حمزة: يا ابن مقطعة البظور، تحاد الله ورسوله؟ ثم شد عليه، فكان كأمس الذاهب. فكمنت لحمزة تحت صخرة حتى مر علي فرميته في ثنته حتى خرجت الحربة من وركه.

إلى أن قال: فكنت بالطائف، فبعثوا رسلا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: إنه لا يهيج الرسل. فخرجت معهم، فلما رآني، قال: " أنت وحشي؟ قلت: نعم. قال: الذي قتل حمزة؟ قلت: نعم. قد كان الأمر الذي بلغك. قال: ما تستطيع أن تغيب عني وجهك؟ " قال: فرجعت.