للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تاريخ استخدام اللفظ وشيوعه]

الحق أننا لا ندري- على وجه اليقين- متى استخدم لفظ المعجم في عناوين الكتب، ومن ذا الذي استخدمه وفي أي مؤلف من مؤلفاته لضياع كثير من مؤلفات علمائنا الأقدمين. ولقد قيل: إن الإمام البخاري (أبو عبد الله محمد بن إسماعيل المولود ١٩٤ هـ) كان أول من أطلقه على واحد من مؤلفاته المرتبة على الحروف (١).

وعد من أوائل مستخدميه البغوي (أبو القاسم عبد الله بن محمد المولود ٢١٤ هـ) في كتابه (معجم الحديث) والمعجم الكبير والصغير والأوسط في قراءات القرآن (٢).

وفي القرن الرابع الهجري كثر إطلاقه على كثير من المؤلفات في القراءات والحديث والتراجم. ويبدو أن اللفظ انتقل من هذه الكتب إلى كتب اللغة لما بينها من مشابهة في الجمع والاستقصاء والترتيب وإلا فإن أصحاب المعاجم اللغوية كانوا قد سموا معاجمهم بأسماء مختلفة كالعين، والجيم، والجمهرة، والصحاح، والتهذيب، والمقاييس، واللسان، والتاج، وغيرها.


(١) مصادر التراث العربي - الدكتور عمر الدقاق: ١٧٠، البحث اللغوي عند العرب.
(٢) المعجم العربي الدكتور حسين نصار ١/ ١٣، المعجم العربي بين الماضي والحاضر الدكتور عدنان الخطيب ٣١.