للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فدع ذكر دار بددت بين أهلها ... نوى لمتينات الحبال قطوع

وقل إن يكن يوم بأحد يعده ... سفيه فإن الحق سوف يشيع (١)

فقد صابرت فيه بنو الأوس كلهم ... وكان لهم ذكر هناك رفيع

وحامى بنو النجار فيه وصابروا ... وما كان منهم في اللقاء جزوع

أمام رسول الله لا يخذلونه ... لهم ناصر من ربهم وشفيع

وفوا إذ كفرتم يا سخين بربكم ... ولا يستوي عبد وفى ومضيع (٢)

بأيديهم بيض إذا حمش الوغى ... فلا بد أن يردى لهن صريع (٣)

كما غادرت في النقع عتبة ثاويا ... وسعدا مريعا والوشيج شروع (٤)

وقد غادرت تحت العجاجة مسندا ... أبيا وقد بل القميص نجيع (٥)

بكف رسول الله حيث تنصبت ... على القوم مما يثرن نقوع (٦)

أولئك قوم سادة من فروعكم ... وفي كل قوم سادة وفروع

بهن نعز الله حتى يعزنا ... وإن كان أمر يا سخين فظيع (٧)

فلا تذكروا قتلى وحمزة فيهم ... قتيل ثوى لله وهو مطيع

فإن جنان الخلد منزلة له ... وأمر الذي يقضي الأمور سريع

وقتلاكم في النار أفضل رزقهم ... حميم معا في جوفها وضريع (٨)

وقال حسان بن ثابت يرثي حمزة سيد الشهداء بأحد:

أتعرف الدار عفا رسمها ... بعدك صوب المسبل الهاطل (٩)


(١) يشيع: يغشو أمره ينتشر ذكره وينبه شأنه.
(٢) يا سخين: أراد يا سخينة وهي الحساء يتخذ من الدقيق وكانت قريش تنبز بها.
(٣) حمش: اشتد وقوي، والوغى: الحرب، ويردى يهلك.
(٤) غادرت: تركت، والنقع: الغبار، وثاويا: مقيما، والوشيج: الرماح، وشوج: مائلة للطعن.
(٥) العجاجة: الغبرة والتراب الثائر، والنجع: الدم.
(٦) نقوع: جمع نقع وهو الغبار.
(٧) يا سخين: مضى تفسيرها قريبا والفظيع: الثقيل الكريه.
(٨) الحميم: الحار، والضريع: نبات أخضر يرمي به البحر وانظر القصيدة في سيرة ابن هشام (٣/ ١٠٧ - ١١٠).
(٩) عفا: غير ودرس، ورسمها: أثرها، والصوب: المطر، والهاطل: الكثير السيلان.