للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العلم والإحاطة في المعية الخاصة أمر مشهور بين السلف، حكى الإجماع عليه غير واحد من أهل العلم. واقتضاء المعية ذلك ظاهر من سياق الآيات الواردة فيها.

ففي المعية العامة ذكرها الله تعالى في سورة المجادلة بين علمين، وفي آية الحديد ذكرها بعد العلم وقبل قوله: {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (١) وفي المعية الخاصة ذكرها الله تعالى في سورة محمد حين نهى المؤمنين عن الوهن في قتال الأعداء، وفي سورة التوبة حين «قال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تحزن إن الله معنا (٢)».

وهكذا بقية الآيات التي فيها ذكر المعية بنوعيها.

وبطلان القول بالحلول معلوم بدلالة الكتاب والسنة والعقل والفطرة والإجماع؛ وذلك لأن القوت به مناقض تمام المناقضة للقول بعلو الله تعالى بذاته وصفاته، فإذا كان علو الله تعالى بذاته وصفاته ثابتا بهذه الأدلة؛ كان نقيضه باطلا بها.

وإنكار القول بالمعية الذاتية واجب؛ حيث تستلزم القول بالحلول؛ لأن القول بالحلول باطل، فكل ما استلزمه فهو باطل يجب إنكاره ورده على قائله كائنا من كان.

وأسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا من المتعاونين على البر والتقوى، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا، وأن ينصرنا بالحق ويجعلنا من أنصاره؛ إنه ولي ذلك القادر عليه، وهو القريب المجيب.


(١) سورة الحديد الآية ٤
(٢) صحيح البخاري كتاب المناقب (٣٦١٥)، صحيح مسلم الزهد والرقائق (٢٠٠٩).