للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحاديث ولا ينكرونها (١).

فلو اقتديت أيها المعارض في مثل هذه الأحاديث الضعيفة المشكلة المعاني بوكيع، كان أسلم لك من أن تنكره مرة ثم تثبته مرة أخرى، ثم تفسره تفسيرا لا ينقاس في أثر، ولا قياس عن ضرب المريسي وابن الثلجي، ونظرائهم (٢).

٤ - قال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين الإمام المشهور من أئمة المالكية في كتابه الذي صنفه في أصول السنة في باب الإيمان بالنزول: ومن أقوال أهل السنة أن الله ينزل إلى سماء الدنيا، ويؤمنون بذلك من غير أن يحدوا فيه حدا، وذكر الحديث من طريق مالك وغيره إلى أن قال: وأخبرني وهب عن ابن وضاح عن الزهري عن ابن عباد قال: ومن أدركت من المشايخ مالك، وسفيان، وفضيل بن عياض، وعبد الله بن المبارك، ووكيع كانوا يقولون: إن النزول حق (٣).

قلت: وما جاء عن بعض السلف أنهم يمرون أحاديث الصفات، ولا يفسرونها فالمقصود به أنهم لا يفسرونها تفسير الجهمية والمعطلة في تأويلها بآراء، وهو ما أشار إليه الدارمي في كلام متقدم حيث قال: من فسر برأيه فاتهموه.

وأما تفسيرها وفقا بما تدل عليه اللغة فلم يمنعوه بل قالوا به كما قال الإمام مالك: الاستواء معلوم والكيف مجهول.


(١) سير أعلام النبلاء (٩/ ١٦٥) ومختصر العلوم (١٨٦٨ - ١٦٩).
(٢) الرد على بشر المريسي.
(٣) نقلا عن الفتوى الحموية الكبرى والفتاوى الكبرى (٥/ ٦٥).