للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١ - الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص.

٢ - والقرآن كلام الله تعالى وصفة ذاته غير مخلوق، ومن قال: إنه مخلوق فهو كافر بالله العظيم.

٣ - وأفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. وقال عمران بن موسى الجرجاني بنيسابور (الرواي عن سويد): وبه أدين الله عز وجل، وما رأيت محمديا قط إلا وهو يقوله (١).

١١ - وقال محمد بن يزيد قلت لوكيع: يا أبا سفيان! إن هذا الرجل رأيته عندك، يزعم أن القرآن محدث، فقال وكيع: من قال: إن القرآن مخلوق، فقد زعم أن القرآن محدث، ومن زعم أن القرآن محدث فقد كفر (٢).

هذا ما ورد عنه في القائلين بخلق القرآن وفي كفرهم وضلالهم، وقد فصل القول شيخ الإسلام في موضوع خلق القرآن وركز على نقل أقوال وكيع والدفاع عنه عما رماه به المعتزلة أنه كان يقول: " إن القرآن بعض الخالق "، هكذا حكاه عنه زرقان المعتزلي، قال شيخ الإسلام: إن ما ذكره محمد بن شجاع عن فرقة أنها قالت: إن القرآن هو الخالق، وفرقة قالت: هو بعضه، وحكاية زرقان أن القائل بهذا هو وكيع بن الجراح " (٣) هو من باب النقل بتأويل الفاسد، وكذلك قوله: إن فرقة قالت: إن الله بعض القرآن وذهب إلى أنه سمي فيه، فلما كان اسم الله في القرآن والاسم هو المسمى كان الله في القرآن وذلك أن الذي قاله وكيع قاله سائر الأئمة إن القرآن من الله، يعنون أن القرآن صفة الله وأن الله تعالى هو المتكلم به، وأن الصفة هي تدخل في مسمى الموصوف كما قال مالك بن أنس: القرآن كلام الله من الله، ليس شيء من الله مخلوقا.

وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: أدركت الناس ما يتكلمون في هذا ولا عرفنا هذا إلا بعد، فمنذ سنين القرآن كلام الله منزل من عند الله لا يؤول إلى خالق ولا مخلوق، منه بدأ، وإليه يعود، هذا الذي لم نزل عليه، ولا نعرف غيره.


(١) الأسماء والصفات (٢٤٨).
(٢) السنة لعبد الله بن أحمد (٨) وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (١/ ٢٤٩).
(٣) وانظر أيضا مقالات الإسلاميين للأشعري (٥٨٦).