للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان يستخدم كتب الأطراف للاطلاع على أحاديث شخص خاص أو كتاب خاص، وهذا ليس بغريب لدى أوائل مصنفي أوائل الإسلام وخاصة المحدثين منهم، وقد ذكر الدكتور / محمد مصطفى الأعظمي نماذج من السلف الذين كانوا يستخدمون الأطراف في دراسة الأحاديث وكتابتها، ومن هؤلاء العلماء الإمام وكيع الذي حكى عن إسماعيل بن عياش: أخذ مني أطرافا لإسماعيل بن أبي خالد، فرأيته يخلط في أخذه (١).

وهكذا كثرت مؤلفاته وتنوعت، وكانت موضع اهتمام لدى أهل العلم حيث كانوا ينقلون منها ويروونها كما يظهر من النصوص المقتبسة من تلك الكتب، وكان الإمام أحمد يعتني بمؤلفاته ويوصي أصحابه بمؤلفات وكيع، فقال: عليكم بمصنفات وكيع (٢)، وقال عبد الله بن أحمد: قال لي أبي: خذ أي كتاب شئت من كتب وكيع من المصنف إن شئت أن تسألني عن الكلام حتى أخبرك بالإسناد، وإن شئت بالإسناد حتى أخبرك بالكلام (٣).

ومؤلفات الإمام أحمد وابن أبي شيبة مليئة بمرويات وكيع الكثيرة، ولعل معظم مادة مؤلفاته المفقودة محفوظة في مؤلفات أحمد وابن أبي شيبة خاصة ومؤلفات تلاميذه الآخرين ومن جاءوا بعدهم.


(١) تهذيب التهذيب (١/ ٣٢٤) ودراسات في الحديث النبوي (٣٣٤ - ٣٥٥).
(٢) تهذيب الكمال (٨/ ٧٣٢ / أ) وسير أعلام النبلاء (٧/ ٤٣ / أ) والمنهج لأحمد (٦٠).
(٣) شرح العلل لابن رجب (١/ ٢١٠).