للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والنوع الثاني: النسيان المقصود:

وهو نسيان الغفلة عن الواجب، وإهمال المسئوليات، وهو أكثر النوعين ورودا في القرآن الكريم، تناول أنواعه، وحلل أسبابه، وحذر من مغبته، وبين عقوبته.

وتناول القرآن الكريم له بهذه الكثرة؛ لأنه ظاهرة بشرية منحرفة تحتاج إلى تحليل وعلاج، وللشارع الحكيم منها موقف يحتاج إلى بيان وتفصيل. ولهذا أولاها الكتاب العزيز اهتماما بالغا، لما لها من خطورة بالغة تهدد الدين السماوي، وتنحرف بالبشرية عن هديه وهداه.

ومن هنا ورد الحديث عن هذا النوع في أربعة وثلاثين موضعا من كتاب الله، وكل ما ورد في هذه المواضع من نسيان يحمل طابع الغفلة عن واجب أو التنصل من تبعة أو الإهمال لمسئولية لا ينبغي أن تهمل بحكم ما تلزم به عقيدة الإيمان.

ويمكن أن يصنف هذا النوع تصنيفا يجعل من الآيات التي وردت فيه موضوعا كاملا.

(١) - مظاهر النسيان المنحرف واتجاهاته

(٢) - تحليل أسبابه

(٣) - عقوبته

(٤) - العلاج الذي وضعه القرآن له

(١) - مظاهر النسيان المنحرف واتجاهاته:

يتخذ هذا اللون من النسيان عدة مظاهر تؤكد انحرافه عن سنن النسيان البشري الذي رفعت المسئولية عن صاحبه، وذلك لأن هذه الظواهر تؤكد أن للإنسان قصدا وإرادة على نحو من الأنحاء وأن ما يتورط فيه الإنسان من أعمال نتيجة له إنما هو شيء مراد.