للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التذكير منهج لرسالات السماء]

والتذكير هو المنهج الذي يقوم عليه دين الله، ومن أجله كانت وتعددت رسالات السماء في شتى مراحل التاريخ، وتحمل الرسل عبء هذا المنهج، ليذكروا البشر بأبعاد الهداية، ويدلوهم على مواطن الخير في وحي الله ودين السماء؛ ليستطيع الإنسان تحقيق الرسالة التي أرادها الله له في هذا الوجود.

وتدرك هذه الأهمية البالغة للتذكير عندما تقلب صفحات الكتاب العزيز، إذ تستوقفك في مجال الدعوة إلى التذكير أمور ذات بال.

(١) يدعو رب العالمين نبيه ومصطفاه محمدا عليه الصلاة والسلام إلى أن يذكر ويتذكر، أما التذكير فهو جوهر مهمته ومناط رسالته، ولذا وجهه الله تعالى إليه في مواطن كثيرة، وأرشده إلى وسائل شتى يستعين بها في تذكيره سنتناولها فيما بعد.

يقول الله تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} (١)، {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (٢)، {فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ} (٣) {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} (٤)، {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ} (٥) {وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ} (٦)، وفي الآية الأخيرة دعوة إلى التذكير بالقرآن مخافة أن ينتهي أمر القوم إلى الهلاك، بما أسلفوه من بغي وانحراف.


(١) سورة ق الآية ٤٥
(٢) سورة الذاريات الآية ٥٥
(٣) سورة الطور الآية ٢٩
(٤) سورة الأعلى الآية ٩
(٥) سورة الغاشية الآية ٢١
(٦) سورة الأنعام الآية ٧٠