للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٣) التأمل في مخلوقات الله وفي سننه الكونية، وهذا من أقوى البواعث على التذكر، ومن أنجح وسائل التذكير، ولا عجب فهو المنهج الذي ارتضاه القرآن لهداية النفوس الضالة إلى الله، وفي غرس جذور العقيدة ودعم سلطانها على قلوب البشر.

وقد أشرت في الفقرة السابقة إلى آيتين فيهما حديث عن آيات الله حافز على التذكير.

وتأمل معي هذه الآيات التي تعرض جوانب من الكون العظيم، لتنتهي بالناس إلى ضرورة الإيمان والتوحيد: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (١) {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (٢)، {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (٣)، وراجع [٥٧ / الأعراف- ١٧ / النحل- ٦٢ / الواقعة- ٨ / ق- ٣١ / المدثر- ٦٢ / النمل].


(١) سورة يونس الآية ٣
(٢) سورة الزمر الآية ٢١
(٣) سورة الذاريات الآية ٤٩