للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هؤلاء هو الإمام أبو بكر بن مجاهد، وكان على رأس المائة الثالثة ببغداد، فإنه أحب أن يجمع المشهور من قراءات: الحرمين والعراقين والشام، إذ هذه الأمصار الخمسة [هي] (١) التي خرج منها علم النبوة: من القرآن وتفسيره، والحديث، (٢) والفقه في (٣) الأعمال الباطنة والظاهرة، وسائر العلوم الدينية.

فلما أراد ذلك، جمع قراءات سبعة مشاهير من أئمة قراء هذه الأمصار، ليكون ذلك موافقا لعدد الحروف التي أنزل عليها القرآن، لا لاعتقاده أو اعتماد غيره من العلماء أن القراءات السبع (٤) هي الحروف السبعة، أو أن هؤلاء السبعة المعينين هم الذين لا يجوز أن يقرأ بغير قراءتهم.

ولهذا قال من قال من أئمة القراء: لولا أن ابن مجاهد سبقني إلى حمزة لجعلت مكانه يعقوب الحضرمي إمام جامع البصرة، وإمام قراء البصرة في زمانه في رأس المئتين (٥).


(١) إضافة من (ف) ليست في الأصل.
(٢) في الأصل (من الحديث)، وبالواو عبارة (ف).
(٣) في (ف) "من الأعمال " ورجحت عبارة الأصل.
(٤) في الأصل و (ف) "السبعة" سهو من الناسخ.
(٥) احتج ابن الجزري بهذا النص لابن تيمية في النشر ١/ ٣٩.