للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشيخ محمد بن عبد الوهاب

عبقري العصر وأستاذ الجيل

للأستاذ أحمد فهيم مطر

[تمهيد]

قبل أن نتكلم عن حياة الإمام الشيخ الجليل محمد بن عبد الوهاب عبقري العصر وأستاذ الجيل، والذي كان له الأثر الكبير في صفاء العقيدة ونقائها من الشرك بعد أن ضل الناس وزاغوا، وحادوا عن الطريق المستقيم، وخالفوا الكتاب والسنة، واتبعوا السبل المتفرقة التي نهى الله عنها، ولم يستجيبوا لأمر الله سبحانه وتعالى حين قال في كتابه الكريم: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (١) ولم ينتهوا عند تحذير الله لهم حين قال سبحانه: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} (٢) وقوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} (٣) وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من التفرق في الدين، والاختلاف فيه، والبعد عن غواية الشيطان الذي يجرهم إلى الضلالة بأساليبه الملتوية، ووسوسته الخبيثة، فقد


(١) سورة الأنعام الآية ١٥٣
(٢) سورة آل عمران الآية ١٠٥
(٣) سورة الأنعام الآية ١٥٩