للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نهر عواش ويسير إلى الملك ويقاتله في جبرجي، فإذا ظفر به وفتح البلاد فنحن نسلم له جميع خيولنا وسلاحنا، ومن أراد منا الإسلام يسلم، ومن أراد أن يكون مع النصارى فيخلى على دينه ويدفع الجزية، ونشترط له إن أراد منا ملك الحبشة معونة على الإمام لا نعينه ولا نصل إليه، وإذا ارتفع الإمام من بلدنا لا نغزو إلى بلد المسلمين ولا نضر أحدا بل نجلس في بيوتنا، وتم الصلح على ذلك.

وانطلق المسلمون إلى جبرجي، ففزع الملك وترك جبرجي وذهب إلى " ورب " فأحرق المسلمون بيته، فقال له بطارقته: هؤلاء هم المسلمون قد تجاوزا نهر عواش وأحرقوا بيتك الذي في " جبرجي " فخاف وجزع وسار من أرض " ورب " إلى أرض " الداموت " وقال باكيا على " ورب " هذه بلدة مليحة إنها بلاد البر والشعير والعنب والفواكه - ولم يكن في الحبشة مثلها، ولا تحمل الملك وجيوشه إلا هي، وحزن بطريقه الأكبر وسن سجد على أرض ورب وكتب إلى الإمام يتوعده يقول: أما بعد أنتم المسلمون ونحن النصارى، وقد كنا نسير إلى بلادكم نخربها ونحرقها والآن فقد أدالكم الله علينا، والنصر لا يدوم كل يوم، والآن يكفيك ما فعلت وارجع إلى بلادك، وأنت تقول في نفسك وتحدثها أنك هزمت الملك في " صمبر كوري " وتقول فعلت في (أنطوكية) وفعلت في (زري)، وقتلت جيوش الملك والآن لا تغتر بنفسك، وجيوش الملك عادها حالها، ومعه الآن جيوش كثيرة ما قد رأيتها من قبل وما سمعت بها، والآن ارجع إلى بلدك مع غنيمتك وذهبك، فإن أبيت ذلك فالميعاد بيننا وبينك يوم السبت، فأنا أول قتلت أخاك الجراد أيون بن الجراد إبراهيم، وهو أكبر منك سنا، وهزمت جيشه، وفعلت مرارا، ولا تظن أني مثل من لقيت قبل ذلك من البطارقة أنا وسن سجد.

فرد عليه الإمام قائلا: لا تخوفنا بعبيد الملك فنحن نعرفهم، فإن كنت أنت كما تزعم وترى أننا في بلادنا وفي أرضك فقاتل عن بلادك وأرضك، أما ما ذكرت أنك تقاتلنا يوم السبت فقد أعلمنا مشايخنا أن قتلك يوم السبت، ولا شك في ذلك إن شاء الله، ونحن تابعوك أينما كنت ونتبع سيدك الملك أينما كان، وأما ما ذكرت أنك تأمرنا بالرجوع فذلك شيء لا نراه، وأما القتال فهو بغيتنا ومرادنا ولا لقينا من يحاربنا،