للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الغزوات

١ - وشهد محمد بن مسلمة غزوة بني قينقاع من يهود، ويبدو أنه أبلى فيها بلاء حسنا فكرمه النبي صلى الله عليه وسلم ووهب له درعا من دروعهم، (١) كما أنه تولى إجلاءهم وقبض أموالهم (٢).

٢ - وكان له مواقف مشرفة في غزوة " أحد "، فقد ولاه النبي صلى الله عليه وسلم الحرس، فكان يطوف حول العسكر وفي العسكر، في خمسين رجلا، (٣) وكان فيمن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ حين ولى الناس، (٤) فقد ثبت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر صبروا معه، أربعة عشر رجلا، سبعة من المهاجرين وسبعة من الأنصار، منهم محمد بن مسلمة (٥) قال محمد بن مسلمة: " سمعت أذناي وأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يومئذ: إلي يا فلان! إلي يا فلان! أنا رسول الله! فما عرج منهما واحد عليه ومضيا "، (٦) فقد كان الموقف عصيبا إلى أبعد الحدود.

وبعد أن عاد المسلمون إلى المدينة ليلا بعد يوم أحد، خرج محمد بن مسلمة يطلب من النساء ماء، وكن قد جئن أربع عشرة امرأة، منهن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحملن الطعام والشراب على ظهورهن ويستقين الجرحى ويداوينهم، (٧) وهكذا لم يقتصر نشاط محمد بن مسلمة على القتال، بل امتد نشاطه إلى القضايا الإدارية أيضا، فقد أشرف على العملية الإدارية التي نهض بها نساء المسلمين، فلما لم يجد عندهم ماء، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد عطش يومئذ عطشا شديدا، ذهب ابن مسلمة


(١) مغازي الواقدي (١/ ١٧٩) وأنساب الأشراف (١/ ٣٠٩).
(٢) مغازي الواقدي (١/ ١٧٨).
(٣) أنساب الأشراف (١/ ٣١٥).
(٤) طبقات ابن سعد (٣/ ٤٤٣).
(٥) مغازي الواقدي (١/ ٢٤٠).
(٦) مغازي الواقدي (١/ ٢٣٧).
(٧) مغازي الواقدي (١/ ٢٤٩).