للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

روى ستة عشر حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم (١)، انفرد له البخاري بحديث، (٢) وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين، وكان من أصحاب الفتيا من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، (٣) فكان من المحدثين الفقهاء الصحابة رضي الله عنهم.

وكان رجلا أسود طويلا عظيما " ضخم البدن " أصلع (٤)، أسمر شديد السمرة، (٥) وهذه هي صفة سواده، فلم يكن أسود فاحما، بل أسمر شديد السمرة، ذا جثة (٦).

ولو أردنا وصف صفاته إنسانا، لأجملنا القول، بأنه يمثل تعاليم الإسلام بكل مثلها العليا تمشي بشرا على الأرض، ولعل أبرز تلك السمات أمانته المطلقة وعفته النادرة وورعه العظيم.

فقد أبى أن يحل ضيفا على سعد بن أبي وقاص حين قدم الكوفة لإحراق باب قصر الإمارة، وأبى أن يقبل نفقة للطريق أو مئونة للسفر، فاضطر في سفره البعيد أن يأكل قشور الأشجار ونبات الأرض، فأصيب بالمرض والهزال.

ولما اشترى جرزة حطب من نبطي كوفي ليحرق بها باب قصر الإمارة شرط على بائعها حملها، ثم جاء بها وأحرق باب القصر ورجع، وكان عمر يستعمله على الصدقة (٧).

ولد قبل البعثة باثنتين وعشرين سنة (٨) أي أنه ولد قبل خمس وثلاثين سنة قبل الهجرة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم بقي بعد بعثته في مكة ثلاث عشرة سنة.


(١) أسماء الصحابة الرواة - ملحق بجوامع السيرة (٢٨٣) وخلاصة تهذيب تهذيب الكمال (٣٥٩).
(٢) خلاصة تهذيب تهذيب الكمال (٣٥٩).
(٣) أصحاب الفتيا من الصحابة - ملحق بجوامع السيرة (٣٢٠).
(٤) طبقات ابن سعد (٣/ ٤٤٤).
(٥) أسد الغابة (٤/ ٣٣١) والاستيعاب (٣/ ١٣٧٧).
(٦) الاستيعاب (٣/ ١٣٧٧).
(٧) الاستبصار (٢٤٢).
(٨) الإصابة (٦/ ٦٣).