للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتوى برقم ١٣٥٧ في ١٥/ ١ / ١٣٧٩ هـ

السؤال: الطلبة الذين يدرسون في الخارج يواجهون صعوبة في أداء الصلاة في وقتها بسبب تعارضها مع مواعيد الدراسة هناك، وبسبب اختلاف الحياة من النواحي الاجتماعية عما هي عليه في السعودية، وكذلك يواجهون صعوبة في أداء الفرائض في أغلب الأماكن، فما الحكم؟ وهل يجوز لهم القصر والجمع باعتبارهم مسافرين وإن طالت المدة؟

الجواب: الصلاة أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وقد قال الله تعالى فيها: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} (١) وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- أوقاتها، وحذر أمته من تأخيرها عن أوقاتها وكان صلى الله عليه وسلم يحافظ على أدائها في أوقاتها، ولو في أحرج الأوقات وأشد الأحوال، كحال الجهاد في سبيل الله، امتثالا لقوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (٢) {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} (٣) فيجب على كل مسلم أن يحرص على أداء الصلوات الخمس جماعة في أوقاتها، وما ذكر من أن الحياة الاجتماعية تختلف في البلاد الأجنبية عما هي عليه في السعودية، ومن أن أغلب الأماكن يصعب تأدية الفرائص فيها لا يعتبر عذرا شرعيا؛ فإن الأرض كلها مسجد وطهور، فأينما أدركت المسلم الصلاة فليصل، ولا يجوز له أن يخجل من إظهار شعائر الدين مجاملة للمشركين أو مخافة سخريتهم به، ولا يليق بالمسلم أن يصده ذلك عن أداء ما فرض الله عليه، أما تعارض أداء الصلوات الخمس في أوقاتها مع مواعيد الدراسة، فيمكن أن توجد فرصة بين


(١) سورة النساء الآية ١٠٣
(٢) سورة البقرة الآية ٢٣٨
(٣) سورة البقرة الآية ٢٣٩