للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونسي خلقه.

وإنه لمن المدهش حقا أن تعمى بعض القلوب عن هذه الحقائق وهي تشهدها أنى اتجهت من هذا الكون بارزة شاخصة تسترعي الانتباه وتثير التفكير، حتى تسمع بعض هؤلاء المضللين يعلن في وقاحة السفهاء {إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} (١).

ويبالغ أحدهم في قحته وتعاميه عن هذه الحقيقة إلى حد أن يتحدى نبي الله في إنكارها، ويأتيه بعظم بال يفته في يده ثم ينفخ ذراته في الهواء وهو يقول: (أتزعم أن الله يبعث هذا؟. . .) وسرعان ما يأتيه الجواب من فوق سبع سماوات قرآنا يفحم كل مريد عنيد على وجه الدهر.

{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} (٢) {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} (٣).

وهل بقي لذلك المغرور ما يقوله وهو يتلقى هذا الرد المخرس الذي يصدم عينيه في كل شيء؟! أفليست إعادة الشيء إلى وضعه الأول أهون وأيسر


(١) سورة المؤمنون الآية ٣٧
(٢) سورة يس الآية ٧٨
(٣) سورة يس الآية ٧٩