للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما قوله تعالى {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} (١).

فقد قال بعض كبار المفسرين إن الصعق شيء غير الموت. وأقول: لعله ضرب من الصدمة الهائلة تضرب الخلق فتشتت وعيهم ثم يعودون إلى رشدهم بالنفخة الثانية. وفي الاستثناء ما ينبئ بأن ثمة من ينجو من ذلك الصعق بإذن الله، ولو كان الصعق هو الموت لكان موتة أخرى، وهو لا يتفق مع الخبر الإلهي {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} (٢) وهي التي حصلت بمفارقة الروح جسدها، إذ ليس الموت في حقيقته بالعدم المحض، بل هو مجرد انتقال من حال إلى حال.


(١) سورة الزمر الآية ٦٨
(٢) سورة الدخان الآية ٥٦