للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال الله تعالى عن نوح عليه السلام {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ} (١) {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (٢).

وتلك هي دعوة أبي الأنبياء، إبراهيم عليه السلام، دعوة الإسلام الخالص الصريح، لا يرغب عنها وينصرف إلا ظالم لنفسه، سفيه عليها، مستهتر بها {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} (٣) {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (٤).

ولذلك يندد الله تعالى بمزاعم اليهود والنصارى ويبين لهم حقيقة دين إبراهيم عليه السلام، فيقول {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (٥).

وأخبر الله تعالى عنه وعن ابنه إسماعيل- عليهما السلام- بأنهما مستسلمان لله، خاضعان لطاعته، لا يشركان معه في الطاعة أحدا سواه - ولا في العبادة غيره - فهما مسلمان لله {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (٦) {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (٧).

ولم يكتف إبراهيم عليه السلام بذلك، بل تركها كلمة باقية في عقبه، وجعلها وصية لذريته {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (٨) {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (٩)


(١) سورة يونس الآية ٧١
(٢) سورة يونس الآية ٧٢
(٣) سورة البقرة الآية ١٣٠
(٤) سورة البقرة الآية ١٣١
(٥) سورة آل عمران الآية ٦٧
(٦) سورة البقرة الآية ١٢٧
(٧) سورة البقرة الآية ١٢٨
(٨) سورة البقرة الآية ١٣١
(٩) سورة البقرة الآية ١٣٢