للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الخلاصة]

والخلاصة: " أن الدين - كما يقول أستاذنا الدكتور محمد عبد الله دراز - " يضع للإنسانية المنهج السوي الذي يجب أن يسير عليه الفرد والجماعة، ويضفي عليه صبغة القدسية، بحيث يصبح سلوك هذا المنهج ضربا من ضروب الدين، وبابا من أبواب القربات والعبادات، فضلا عن كونه تحقيقا لمبدأ العدالة، وتلبية لداعي الفطرة السليمة ".

" وليست قوانين الجماعات، ولا سلطان الحكومات بكافيين وحدهما لإقامة مدينة فاضلة، تحترم فيها الحقوق، وتؤدى الواجبات على وجهها الكامل، فإن الذي يؤدي واجبه رهبة من السوط، أو السجن، أو العقوبة المادية، لا يلبث أن يهمله عن اطمئنان إلى أنه سيفلت من طائلة القانون ".

" ومن الخطأ البين أن نظن أن في نشر العلوم والثقافات وحدها ضمانا للسلام والرخاء، وعوضا عن التربية والتهذيب الخلقي، ذلك أن العلم سلاح ذو حدين: يصلح للهدم والتدمير، كما يصلح للبناء والتعمير، ولا بد في حسن استخدامه من رقيب أخلاقي، يوجهه لخير الإنسانية وعمارة الأرض، لا إلى نشر الشر والفساد، ذلكم الرقيب هو العقيدة والإيمان ".

" غير أن الإيمان على ضربين: إيمان بقيمة الفضيلة، وكرامة الإنسانية، وما إلى ذلك من المعاني المجردة، التي تستحيي النفوس العالية من مخالفة دواعيها ولو أعفيت من التبعات الخارجية والأجزية المادية.

وإيمان بذات علوية رقيبة على السرائر، يستمد القانون سلطانه الأدبي من أمرها ونهيها، وتلتهب المشاعر بالحياء منها، أو بمحبتها، أو بخشيتها، ولا ريب أن هذا الضرب هو أقوى الضربين سلطانا على النفس الإنسانية، وهو أشدهما مقاومة لأعاصير الهوى وتقلبات العواصف وأسرعهما نفاذا في قلوب الخاصة والعامة ".

" من أجل ذلك كان هذا الدين خير ضمان لقيام التعاون بين الناس على قواعد العدالة والنصفة، وكان ذلك ضرورة اجتماعية، كما هو فطرة إنسانية (١) ".


(١) الدين للدكتور محمد عبد الله دراز ص ٩٢ - ٩٣