للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولى دعاه فقال: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم. قال: فأجب (١)». .

وثبت فيه أيضا عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم - صلى الله عليه وسلم - سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم، كما يصلي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف.

وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضعا وعشرين درجة (٢)» وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة لا يريد إلا الصلاة فلم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، حتى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه، والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه، يقولون اللهم ارحمه، اللهم اغفر له، اللهم تب عليه ما لم يحدث، وثبت في صحيح مسلم عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: «كان رجل من الأنصار بيته أقصى بيت في المدينة فكان لا تخطئه الصلاة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فتوجعنا له، فقلت له يا فلان لو أنك اشتريت حمارا يقيك من الرمضاء، ويقيك من هوام الأرض، قال أما والله ما أحب أن بيتي مطنب ببيت محمد - صلى الله عليه وسلم - قال فحملت به حملا حتى أتيت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، قال فدعاه فقال له مثل ذلك، وذكر له أنه يرجو في أثره الأجر فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لك ما احتسبت (٣)».

وثبت عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «خلت البقاع حول


(١) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٦٥٣)، سنن النسائي الإمامة (٨٥٠).
(٢) صحيح البخاري البيوع (٢١١٩)، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٦٤٩)، سنن الترمذي الصلاة (٢١٦)، سنن أبو داود الصلاة (٥٥٩)، سنن ابن ماجه المساجد والجماعات (٧٨٦)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢٥٢)، موطأ مالك النداء للصلاة (٣٨٥)، سنن الدارمي الصلاة (١٢٧٦).
(٣) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٦٦٣)، سنن أبو داود الصلاة (٥٥٧)، سنن ابن ماجه المساجد والجماعات (٧٨٣)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ١٣٣)، سنن الدارمي الصلاة (١٢٨٤).