للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وخامسها): الصدق وضده الكذب، وقد ورد اشتراط ذلك في الحديث الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم -: «من قال لا إله إلا الله صادقا من قلبه دخل الجنة (١)» فأما من قالها بلسانه وأنكر مدلولها بقلبه فإنها لا تنجيه، كما حكى الله عن المنافقين أنهم قالوا: {نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} (٢) قال تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} (٣) وهكذا كذبهم بقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} (٤).

(وسادسها): الإخلاص وضده الشرك، قال الله تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} (٥) {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} (٦) وقال تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} (٧) وقال: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي} (٨) وفي الصحيح عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه (٩)» وهو معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث عتبان: «فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله (١٠)» فالإخلاص أن تكون العبادة لله وحده، دون أن يصرف منها شيء لغيره، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، وكذا الإخلاص في اتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - بالاقتصار على سنته، وتحكيمه، وترك البدع والمخالفات، وكذا ترك التحاكم إلى ما وضع البشر من قوانين وعادات ابتكروها وهي مصادمة للشريعة، فإن من رضيها أو حكم بها لم يكن من المخلصين.


(١) رواه أحمد في المسند ٤/ ١٦ عن رفاعة الجهني ورواه أحمد أيضا ٤/ ٤٠٢ عن أبي موسى رضي الله عنه.
(٢) سورة المنافقون الآية ١
(٣) سورة المنافقون الآية ١
(٤) سورة البقرة الآية ٨
(٥) سورة الزمر الآية ٢
(٦) سورة الزمر الآية ٣
(٧) سورة الزمر الآية ١١
(٨) سورة الزمر الآية ١٤
(٩) هو في صحيح البخاري ٩٩ وغيره.
(١٠) سبق أنه عند البخاري ٤٢٥ ومسلم ١/ ٢٤٢.