للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[طريق الأمان]

وقد رسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه بوسيلة إيضاح جيدة، ما يؤكد طريق الأمان، ويزيل المخاوف عنهم، وذلك باتباع ما جاء به من عند ربه: فقد خط خطا مستقيما في التراب، وأفهمهم أن هذا الطريق الموصل إلى الله، وهو ما بعثه الله به، ثم خط خطوطا جانبية متفرعة منه، وبين أن: هذه السبل، من اتبعها ضل وغوى وابتعد عن طريق الرشاد، ثم قرأ الآية السابقة.

وفي كتاب الله - جل وعلا - علاج سهل المأخذ لمن وفقه الله، يريح القلوب، ويطمئنها من كل أمر مؤرق، قال تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (١) أي ترتاح وتهدأ، ويسهل الأمر الصعب، وهذا هو الأمن النفسي، الذي لا يكون إلا بتذكر عظمة الخالق سبحانه واستصغار ما دونه، فلا إله إلا الله: كلمة صغيرة في حروفها، سهلة في نطقها، لكنها عظيمة في مدلولها، كبيرة في معناها، عميقة في تأثيرها: فهي مطمئنة للنفس، ومهدئة للأعصاب، ومسكنة للجيشان.


(١) سورة الرعد الآية ٢٨